الاثنين، 12 فبراير 2018

- مذكرات ثائرة - - 6 - بقلم ..وليد.ع. العايش.------------------ لا زالت قهقهة الجرس اللئيم تلطم مسامعه ، أدرك في تلك اللحظة أنه يسير في الزقاق السليم ، ترك رفاقه في باحة الملعب الممتلئ بغبار مداعبة الأقدام وتوجه إلى منزله . العائلة المؤلفة من خمسة أشخاص ، هو وأخويه وأختيه ، تتجمهر حول مائدة الطعام ، اندفع بثغره الصغير نحو رغيف خبز بدأ يئن كما جريح ، ومع كل كسرة خبز تبرق صورة ثراء أمام ناظريه ، عيناه تومضان بشعاع جميل لم تعتد عليه ، رمقه أخوه بنظرة من تحت ستار الرغيف وابتسم في سره ، بينما كانت الأم منتشية هذه المرة ، فها هو ابنها المدلل عاد إلى سابق عهده. أما الأب فكان يعيش في عالم آخر ، يتفكر ببعض الروايات والحكايا التي مرت معه خلال سهرة يوم أمس ... المنزل الريفي الصغير يقبع على طرف القرية ، يستند إلى ضفة نهر يجاوره كما تسند عاشقة رأسها على كتف حبيبها ، الخضرة تحيط به كسوار مذهب بيد أنثى مخملية ، بينما قطيع الأغنام لا يبرح مرعاه إلا مع سفر الشمس . - أراك مخضوضر الوجه ، مشع العيون ، وكأنك لست أنت ... - ماذا تقول يا أخي ... ما الذي تغير بي ... هذا أنا ... أنا ... - لا لست أنت الذي كنت بالأمس ... حصل طارئ ما ... أعتقد بأنك !!! ... - ماذا تعتقد ... تكلم ... ضحك سامر بملئ فيه ثم ترك أخاه يفكر فيما قال ، هل أراد أن يمتحن ذكاءه ، أم أنه كان يحاول أن يستنطقه بما لا يدري . أفكار شتى تواثبت إلى ذهنه الذي يعج بفرح لم يسبق أن زاره . - كم أنت طويل أيها الوقت ، وكأن عقارب الساعة قد توقفت عن الدوران ، الشمس التي كانت متخفية خلف غيمة ظهرت محمرة الوجنتين ، أرخت بضفائرها على كتف جبل ، تطلب الإذن بالمغادرة في مساء أطربه لحن آت من ثنايا تلك الرابية الخضراء ، يطل الليل بنواجذه كما ذئب تائه ، عندما ولج سريره كانت أمه تنتظره وراء النافذة . - ليلة هانئة يابني ... هل تحتاج شيئا ... - أبدا يا أماه ... ابتسمي فقط ... هذا يكفيني . ظهرت أسنان الأم البيضاء لأول مرة منذ أكثر من شهر ، توجهت إلى السماء ، ثم عادت إلى غرفتها المجاورة . - ضحكتك ماتزال سائدة على عقلي وقلبي ثرائي الغالية ... أتذكرين ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في قلوبنا باقون ..بقلم نور احمد...

//في قلوبنا باقون/// رحلو وقطعة من الفؤاد اخذوا حيطان البيت افتقدتهم فكيف قلوبنا نحن نعاهم الياسمين  والنارنج وبكى على  فراقهم ال...