الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018

ألوان القسوة ....للأستاذة زينة مروان...

بعد أن صعدت به الحياة وهبطت ....
وذاق ألوان القسوة والمرارة والألم ...
ألم كان ينزل به من فوق أحياناً .. وأحياناً أخرى ينبعث من داخل صدره
بعد أن أنضجته الحياة ع نار الصبر والتأمل وطول الانتظار ....
بدأ يشعر بأنه اليوم بات يعرف شيئاً عن السعادة ....
أدرك أمراً بسيطاً ....
وهو أن السعادة لا يمكن أن “تأتي قريباً” ....
فهي إما أن تكون الآن في عين اللحظة .... أو لا تكون....

وأدرك أمراً أكثر بساطة ..
وهو أنه لا توجد شروطٌ للسعادة .. ظروفٌ لا بد وأن تتوفر حتى يكون الإنسان سعيداً....
الإنسان قادرٌ ع العيش بسكينة وطمأنينة وسلام مع النفس والمحيط .....
في أحلك الظروف وأقساها...
وهو نفس قادرٌ ع الشكوى والتذمر والنحيب ...
في أجمل الظروف وأرقها...

ولكنه وجد نفسه يصطدم بواقع عجيب ...
أشبه بالمفارقة
صحيح أنه كان قادراً ع أن ينحت طريق سعادته بأظافره
أن يغض النظر عن كل ما يعكر صفو روحه
بقناعته ورضاه واستسلامه لما لا بد منه ....
قادراً ع بث بعض السكينة في داخله....
ولكنه كان دوماً يجد نفسه محاطاً بتماثيل شقاء وتعاسة ....
بأشباح نحيب ...
بأيدٍ تعارك الهواء ...
وتسخط إذا ما لم تقدر ع حجب الشمس بإصبع...

كان في قرارة نفسه يدرك بأنه سعيدٌ بنفسه .. بوحدته .. بتأملاته ..... بسكونه ...
بعالمه الداخلي الهادئ
ولكنه كان يألم أيما ألم ...
حين يجد نفسه محاطاً بجموع التعساء ..
لا يملك لهم إلا نظرة إشفاق ... وحسرة ...
لأنه يعلم تماماً أن باب السعادة لا يفتح إلا من الداخل ...
بمفتاح التنور والمعرفة والرضى والقناعة...
ولم يعد قادراً ع أن يقرر ....

هل يستطيع أن يعيش سعيداً بمفرده في مهب الشقاء ؟
هل يستطيع أن لا يلتفت حوله ...
 أن لا يتأثر بصخب النحيب من حوله .. أن لا يعير اهتماماً لمن ضلّوا طريق السكينة !
هل في مجمل هذا .. حكمةٌ .. أم أنانية ؟

#زينـــــــــة_مــــــروان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في قلوبنا باقون ..بقلم نور احمد...

//في قلوبنا باقون/// رحلو وقطعة من الفؤاد اخذوا حيطان البيت افتقدتهم فكيف قلوبنا نحن نعاهم الياسمين  والنارنج وبكى على  فراقهم ال...