أغتراب ...للأستاذة فريزة سلمان ...

اغتراب

يبدو أني  مسافرةٌ إليك ياوطني
بلا تذكرة سفر
ويبدو أن رحلتي بلا وجهة ولا تاريخ.
وكأن الرحلة كلها محكومة بالقدرْ.

أبدو  كما غيمةٍ، تتلاعب الريح فيها
بروقٌ ورعود ...تلاحقها
وتأبى أن تسقط إلا في
 أرضك مطرْ
ياوطني أنا مسافرة إليك
  بلا تذكرة سفرْ

أمشي لامعالم واضحةً للطريق
غاصت قدماي في رمل الأيام
علقتُ في مستنقع  آسنٍ وآثمٍ
في غياهب الجه‍ل يرتع
وأنا ذاتُ الضفيرةِ صغيرةٌ
تحت وهج الشمس تعبرْ
ضائعة بين خيوط الضياء
بعقلٍ صغير أخضرْ
أركض وأركض وفي كل خطوةٍ
 أكبر وأكبرْ
أرى الوجوه يغادرها  الفرح
فتحزن الشمس خلف الشفاه
فلا تشرق.
وأنا مازلت أجدّ الخطْوَ إليك
 دون تذكرةسفرْ

كل شيء  في ناظري رمادي
 فقد الكون  ألوانه
و الليل أطال مكوثه
ولم يلحْ في الأفق فجرْ
عبرت الأحزان روحي 
وتعمّدتُ بالآلام
وأنا اتبع حدثي في بحر الظلام
كل خطوةٍ  محفوفةٍ بالخطرْ.
أنرْ طريقي محبةً
ألا تراني  قادمةٌ إليك
دون جواز سفرْ

أسرجْ جيادَ الأماني
وكفارسي الذي انتظر
حلقْ بأجنحة الخيال فوق صحارى قفرْ
وخذْني إليك فأنت محطّتي الأخيرة
وأنت تذكرتي وتاريخي المنتظرْ
ياوطني أنا مسافرةٌ إليك
 بدون جواز سفرْ.

فريزة سلمان